كيف تتفادى مخاطر العمل وسط الصوت المرتفع و التقليل من الضجيج؟
ينتج الصوت المسموع عن تدافع جزيئات الهواء بعد اهتزاز جسم معين وسطها. هذا التدافع بين جزيئات الهواء يخلق ضغط، و هذا الضغط بدوره يخلق موجات ذات ترددات مختلفة عند ارتطامها بأذن الإنسان تنتقل إلى الدماغ فيتم تحليلها ثم تأويلها و فهمها من طرف الفرد. قوة الارتطام هاته يحددها مستوى الصوت، فكلما كان الصوت مرتفعا كان الارتطام أقوى بطبلة الأذن. و القاعدة الشعبية تقول أنه إذا زاد الشيئ على حده انقلب إلى ضده.. أي أن التعرض للصوت بمستوى مرتفع باستمرار قد تنتج عنه أضرار لها أثر مباشر على صحة الإنسان، فكيف ذلك؟ و كيف الوقاية؟
العامل في ميدان التنشيط الموسيقي مُعرّض لمشاكل صحية بسبب الضجيج
كما تعرفون فإن العاملين في ميدان التنشيط الموسيقي من عازفين، مغنيين، منشطين، دي جي، تقنيي الصوت ألخ... هم دائما محاطون بمكبرات الصوت التي غالبا ما تشتغل بمستويات مرتفعة. الشيء الذي يؤدي إلى الوقوع في مشاكل صحية، أكدتها دراسات عديدة، مثل التعب، ارتفاع الضغط في الدم، و الفقدان النسبي للسمع أو في بعض الحالات الفقدان الكلي له.
لكن لماذا العمل بمستويات صوت مرتفعة لدرجة الضرر؟ الجواب هو أن الموسيقي و الفنان عامة لكي يؤدي بشكل ممتاز و هو مرتاح أمام الميكروفون أو آلته الموسيقية يحتاج أن يسمع أداءه على مكبرات الصوت بشكل واضح. و هنا يدخل الإشكال، فمفهوم وضوح الصوت مقرون عند الأغلبية بارتفاع مستواه. لذا تجد كل أفراد الفرقة الموسيقية يطالبون بالزيادة في "الفوليم" و التقني، الغير الخبير، تجده يستجيب لتلك الطلبات تفاديا للانتقاد تارة و لعدم خبرته في الميكساج تارة أخرى و لمحدودية و رداءة المعدات الصوتية في العديد من الأحيان.
خطوات للتقليل من الضجيج في التنشيط الموسيقي و تفادي المخاطر الصحية
ما يجب على تقني الصوت عمله للحصول على ميكساج نقي و مرضي للجميع
في الحقيقة إرضاء الجميع أمر صعب و بالأخص عندما تغيب ثقافة الاحترافية و الذوق الفني، لكن هناك شروط تقنية أساسية يجب اكتمالها للحصول على جودة صوتية كافية لتجعل العازفين و المغنيين مرتاحين في أدائهم و لن يطالبوا بالزيادة في مستوى الصوت لسماع أدائهم بوضوح.
